kayhan.ir

رمز الخبر: 105245
تأريخ النشر : 2019December03 - 20:17

عودة البعث حقيقة أم مجاز


حسين الموسوي السبزواري

قال الأستاذ حجة الاسلام والمسلمين السيد حسين السبزواري في احدى محاضراته

((يعني معقوله هذه الملايين وهذه الافعال التي تشمل جميع العراق من البعث المقبور اذن يجب تسليم السلطه لهم

لان جميع الاحزاب الان لا قيمه لها)) .

الجواب على ذلك.

قال الاستاذ حجة الاسلام والمسلمين السيدحسين السبزواري :- هذا الكلام يحتاج إلى بحث ولكن باختصار سوف اجيب عليكم ولكل الذين لا يدركون خطر البعث ..

١ :- البعث حكم العراق ٤٠ عاما وقد عمل بكل ما يستطيع ترغيبا وترهيبا من أجل ترسيخ عقيدة البعث وصدام بدل عقيدة الدين والقيم والأخلاق ولذلك اندمج مع هذا النظام الكثير من الشعب العراقي بحيث صار البعث عقيدة راسخة في نفوسهم ولا ادري كم الاعداد ولكن بلا شك هم ملايين من العراقيين وذوبانهم في الحزب وفي صدام متفاوت بحسب الدرجة الحزبية....

٢ :- ثم بعد السقوط لم يتم محاكمة هؤلاء الا بعض رموز الإجرام من النظام وكذلك لم يتم احتواء الباقين منهم بشكل علمي ونفسي واخراجهم من التركيبة البعثية التي تجذرت في نفوسهم والمفروض هؤلاء يدخلون دورات تأهيل نفسي وتخليصهم من عقيدة البعث التي زرعت في نفوسهم بل بقى انتمائهم للبعث عار يلاحقهم وأبنائهم .

والمشكلة الأخرى انهم لم يعالجوا أنفسهم ويتوبوا إلى الله تعالى مما اقترفت أيديهم من جرائم البعث لذلك بقى حنينهم إلى البعث وصدام ويعتبرون ذلك الزمن هو الزمن الجميل وان كان فيه ذلهم وهوانهم وعبوديتهم لصدام فالذلة يعتبرونها عزة لهم لأن الجينات تلوثت واستحالة تغييرها

٣ :- ان الأحزاب التي جاءت بعد السقوط لم تكن بثورة شعبية لإسقاط النظام وقيادة موحدة بل جاء السقوط على أيدي أمريكا والتحالف والمنتصر يستطيع فرض إرادته على الآخرين لذلك بنت أمريكا وأسست دولة وفق مواصفاتها ومن ضمن أهدافها في تأسيس العراق إسقاط وإفشال الأحزاب السياسية الإسلامية حتى لا يكون العراق دولة شبيهة بإيران ولذلك دفعت نحو الحرب الطائفية والإرهاب والقاعدة وآخرها داعش. ومن جهة أخرى زرعت الفساد الحكومي في كل أرجاء الدولة من الشمال إلى الجنوب .

٤ :- البعثيون والمخابرات بعد سقوط النظام دخل بعضهم في الأحزاب لأنهم يحسنون التملق وتبديل الملابس وحتى في الحوزات بل بعضهم كان دخل حتى قبل سقوط النظام وكذلك بعض المسؤولين جاء وقرب أقاربه البعثية أكثر من إخوانه المجاهدين والتنافس على الدنيا بين المجاهدين الذين قارعوا صدام وكذلك نسبة كبيرة من المجاهدين خرجوا من العمل السياسي ولم يقتربوا منه.

٥ :- منذ السقوط ولحد اليوم (ستة عشر سنة) ولد جيل لم يعرف جرائم صدام والبعث ولد هذا الجيل وهو يرى الإعلام من الصباح إلى المساء يشوه صورة الأحزاب السياسية الإسلامية جميعاً، ولم يدرك المقارنة بين هذا الوضع الذي يعيشه اليوم من حرية وسفر وإنجازات كثيرة كانت حلما في زمن صدام بما كان يعيشه العراقي زمن صدام من فقر وحروب وجوع واعدامات وظلم.

والنتيجة أصبح ناقما على هذه الأحزاب ويريد التخلص منها بكل ما يستطيع حتى ولو بقتلهم وسحلهم بالشوارع بل أصبح ناقما حتى على علماء الدين والمراجع العظام .

٦:- وأما نحن كشيعة لم تكن عندنا مراكز بحث استراتيجية

لنواجه هذه المؤامرة الكبيرة ونتحد ونتكاتف ونتوحد، وإذا وجدت فهي تنظيرية وليست عملية يعني مثل رسائل الماجستير والدكتوراه مجرد أطروحات موجودة على الرفوف، بل زادت الأحزاب اتساعا وأخذ أحدنا يسقط الآخر من أجل الدنيا والفوز بالانتخابات والحصول على الكراسي ونسينا الأهداف التي خرجنا من أجلها ضد الطاغوت وهو إقامة مجتمع صالح وبناء بلد فيه من الخيرات الكثيرة وقاعدة واعية ومثقفة بل ضيعنا حتى إخوتنا الذين كانوا معنا من الذين قارعوا النظام. وكذلك يمكن مشاهدة التقصير في مدننا في الجنوب في شوارعنا وكلياتنا ومدارسنا ومصانعنا ومرافق الحياة الأخرى في حين صارت طبقية رهيبة في المجتمع بل صارت أفضل التجارة التجارة بالسياسية والوصول للمسؤولية وأصبحنا فاقد الشيء لا يعطيه.

٧:- من هنا استغل حزب البعث هذه الأوضاع كلها لصالحه، فأخذ يلمع صورته للجيل المعاصر الذي لم يشاهده ويدركه وأخذ يقارن للجيل المعاصر أن صدام وحزب البعث كان قويا منظما وكان الجميع يخاف من العراق وكان زمن صدام الزمن الجميل لا فساد فيه، مع ضعف وتقصير الإعلام الإسلامي بإظهار نظام صدام بالشكل الحقيقي، وكذلك استغل البعث نقمة أمريكا وهدفها إسقاط وإفشال الأحزاب السياسية الإسلامية والانتقام من الجمهورية الإسلامية.

٨ :- وفي الاخير حزب البعث والبعثيين وبما انهم لا كرامة لهم ولا أخلاق ولا دين لا مانع عندهم من التنسيق والعمالة مع أمريكا وإسرائيل واعراب الخليج الفارسي من أجل عودتهم ورجوعهم للسلطة لكي يحققوا مصالح أمريكا في المنطقة وهي معاداة إيران والوقوف بوجهها ولأجل ذلك عملت أمريكا وأتباعها في تشويه صورة ايران في الشارع العراقي.

٩:- والنتيجة نعم هناك مخاوف من البعث والبعثيين مخاوف حقيقية وليست مجازية وتسويق وتخويف الشارع من حزب البعث...

١٠:- ولأجل ذلك ولاني أدرك الخطر الكبير لهذا المشروع الذي سوف يدمر البلد والمجتمع ويحرق الأخضر واليابس بل سوف تجري الدماء كالانهار في الأزقة والشوارع وكل ذلك بمباركة أمريكية،،،،

١١:- ومن باب تكليفي الشرعي نبهت الأمة والمجتمع منذ سنوات إلى خطورة البعث والمشروع الأمريكي الصهيوني والعمل من أجل بناء البلد والمجتمع وتقديم الخدمات فالامام علي عليه السلام كان الأفضل لقيادة المجتمع بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ولكن عندما اغتصبت الخلافة منه لم يذهب إلى مشروع آخر لهدم المشروع الإسلامي بل قال لاسالمن ما سلمت أمور المسلمين.

١٢:- لذلك أيها الأعزاء: علينا أن لا نهدم مشروعنا من أجل انتصار المشروع الأمريكي والإسرائيلي وغيرهما في المنطقة نعم يمكن لنا نحن أن نغير الواقع الفاسد من خلال وعي المجتمع والأمة على انتخاب الإنسان الصالح وإيجاد قاعدة صالحة يمكن لها قيادة الحياة.

وفي الاخير نصيحتي للسياسيين الشيعة جميعا. انزلوا من بروجكم إلى الشارع انظروا إلى الناس وإلى الواقع لا تجعلوا حجبا بينكم وبين الناس عيشوا التواضع والزهد والنزاهة والأمانة، فأنتم قد تصديتم ولم يجبركم احد إلى هذه المسؤولية والتاريخ والله سوف يسألكم فلا تجعلوا مبررا على انحراف المجتمع وخراب الدين وضياعه وانتصار المشروع الشيطاني الخبيث في الأرض .

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم