kayhan.ir

رمز الخبر: 105206
تأريخ النشر : 2019December02 - 20:47

المعزوفة الجديدة لمتحمسي الامس

حسين شريعتمداري

رغم التباين بين اعمال الشغب التي حصلت في ايران ولبنان والعراق مؤخرا، ومع الاخذ بنظر الاعتبار فشل هذه الاعمال التخريبية في ايران وذلك لعلل ثلاث؛ هي وجود قيادة حكيمة إلهية، والاستقرار الذي يتمتع به النظام بمناعته المثالية، هي اضافة للحنكة والتجارب التي حصنت الشعب، إلا ان الحالة الفوضوية في هذه البلدان تشترك بعنصر ضاغط. كما حصل في الانقلابات المخملية والناعمة التي كان لها عنصر مشترك وقد فشلت كذلك في ايران لنفس العلل الثلاث.

فواحدة من المراحل الاساس في العنصر الاخير للمشاغبين، اجبار المسؤول التنفيذي للبلد المستهدف (سواء أكان رئيس وزراء ام رئيس جمهورية) على الاستقالة والتخلي عن مسؤوليته.

هذه الرؤية من قبل مخططي اعمال الفوضى هي خطوة متقدمة نحو اهدافهم، إذ عن طريق ذلك وضمن تحريك البيادق بالاستمرار في اثارة الشغب والتخريب، وبتأميلهم ان يقلبوا البلد المعني بإدامة الازمة المترتبة عن عدم وجود سلطة اجرائية! ولابد من الالتفات الى ان المشاغبين ليسوا بالحجم الذي يمكنهم من تغيير رئيس وزراء او رئيس جمهورية البلد المعني عن طريق إعمال الضغط، فهذه الاستقالات تأتي غالباً من توصيات المتحرقين المخدوعين او الطابور الخامس، وبذلك يتوهم رئيس السلطة التنفيذية بان إستقالته ستخمد الفتنة او تساعد في إخماد الفتنة، بينما في الحقيقة ستؤدي هذه الاستقالة الى استمرار الفوضى والتخريب، ويعطي زخما لمثيريها بالتصعيد! كما من الضروري الالتفات الى امر انه حسب المعادلة الاخيرة للفوضويين والغوغائيين لم يفتح حساب لمدى نجاعة او عقم فاعلية رؤساء السلطة التنفيذية بل ان استقالتهم تمثل مرتكزا لانطلاقة جديدة لمدير الفتنة، سواء اكان موائماً مع الشعب ام لا.

ان مخططي اعمال الغضب في لبنان وبالاستعانة بالاشخاص المتغلغلين تمكنوا من دفع رئيس الوزراء للاستقالة، فيما ترك ذلك في العراق عن طريق المعادلة التي طرحها الغوغائيون مستغلين الاشخاص السذج فدفعوا عادل عبدالمهدي الى الاستقالة!

كما هنالك ادلة وفيرة على ان هناك تياراً، ينشط هذه الايام في ايران الاسلامية، يلفه الغموض ومعمد بالخيانة للوطن، قد تبنى نفس العنصر الضاغط لمنظري اعمال الشغب، وبذريعة فشل الحكومة، يطالبون باستقالة رئيس الجمهورية وتخليه عن مسؤولياته.

ان ما يصبو اليه هذا التيار الملوث ويرفعه كشعار يتطابق وما روج له مدبرو اعمال الشغب التي وقعت مؤخرا، من الخارج دون اي اختلاف. ولعل مرورا على سوابق الاشخاص المشاركين في التيار المشار اليه، وما عرف عنهم بخدمة الاجانب وخيانة الامة، وان مشاركتهم في الفتنة الاميركية ـ الاسرائيلية عام 2009 لواحدة من عشرات الامثلة، مما يبرهن على تكرار الوصفة التي أملاها العدو.

واللافت ان هذا التيار القليل في تعدادهم والمتضخمين في ادعائهم، وفي الوقت الذي يعتمد على فشل الحكومة واستقالة السيد روحاني، وكانوا للامس القريب من اشد المتحمسين للحكومة! وان مخالفتهم اليوم يمكن ان يدلل على تلقيهم لاوامر جديدة!

ومما لابد من التنبيه عليه ان حكومة السيد روحاني وخلال 6 سنوات واشهر من عمرها لم تعكس البرنامج المطلوب، ولكن التيار الملوث الذي اشرنا اليه يعزف في مخالفته حاليا مع الرئيس على وتر آخر، ونصبوا فخاً جديداً امام السيد رئيس الجمهورية.

ان الذي نصبو اليه في هذا المقال هو ضرورة تشخيص بيادق الاعداء في الداخل، اذ ان الاعداء في الخارج واذنابهم في الداخل يعلمون جيدا انهم كالبقة التي حطت على جذع نخلة وحين ارادت الطيران قالت للنخلة؛ تحزمي جيدا فانا عازمة على التحليق! فردت النخلة عليها باستغراب؛ ومتى كنت تحطين لتطيري الان؟!