kayhan.ir

رمز الخبر: 104186
تأريخ النشر : 2019November16 - 21:02

فصيل واحد يهزم "اسرائيل"


سجلت غزة الصامدة هذه المرة انتصاراً مدويا ليس في الميدان وحده بل في الساحة السياسية ايضاً حيث استطاعت حركة الجهاد الاسلامي ان تفرض شروطها على العدو الصهيوني حيث امطرت مستوطنات غلاف غزة وتل ابيب بمئات الصواريخ وهذا ما اجبر العدو وبعد الساعات الاولى للمواجهة ان يهرع نحو القاهرة وموسكو والرباعية الدولية مستنجداً بوقف اطلاق النار غير ان قادة الجهاد الاسلامي الذين كانوا واثقين من نصر الله ومن انفسهم وجهادييهم في تحقيق النصر اغلقوا هواتفهم لقطع الطريق على هذا الكيان ومن سيتدخلون في الوساطة.

لكن وبعد مضي يومين من المواجهة المحتدمة ودخول بعض الوسطاء على الخط استجابت الجهاد الاسلامي لنداء وقف اطلاق النار شرط ان يخضع الكيان الصهيوني لشروطه الثلاثة، وقف مسلسل الاغتيالات، عدم فتح النار على مسيرات العودة ومن ثم رفع الحصار على غزة وهذا ما اتفق عليه فعلا حيث راجع الكيان الصهيوني حساباته وتأكد بانه الخاسر الوحيد في الميدان وهذا ما اقرته الدوائر الصهيونية لانها وقفت على حقيقة الأمر وهذا التحول اصبح جلياً خاصة بعد حرب تموز المجيدة حيث ان الردع الاسرائيلي قد تآكل واصبح من الماضي وان الحسم الذي كان يعتمده في حروبه قد انتهي مفعوله.

وخلافاً للمواجهات السابقة التي كانت تشترك فيها جميع الفصائل الفلسطينية للتصدي للاعتداءات الصهيونية على غزة الا ان هذه المرة وهي الرابعة استطاع فصيل واحد هو الجهاد الاسلامي لوحده ان يهزم الكيان الصهيوني وهذا يعتبر درسا بليغاً يجب ان يستوعبه العدو ويحسب له الف حساب فيما اذا اشتركت جميع الفصائل الفلسطينية في الحرب القادمة.

ان الجهاد الاسلامي استطاع لوحده وباعتراف الاوساط الاعلامية والسياسية ومنهم ليبرمان الذي قال ان "المواجهة الاخيرة انتهت بانتصار الجهاد الاسلامي وايران وخسارة اسرائيل" وهذا الإقرار ليس الوحيد الذي اعترفت به هذه الاوساط وبعظمة لسانها بل انها اعترفت ايضاً بان الحياة قد شلت في تل ابيب وان نصف الدولة في "اسرائيل" كانت في الملاجئ او قربها وهذه انتكاسة كبيرة لهذا الكيان الذي كان يعربد لعقود متوالية ويتطاول على العرب جميعاً.

غزة العزة والصمود وغزة هاشم جد الرسول الاعظم (ص) تنتصر للمرة الرابعة وتهزم العدو بكل ما يمتلكه من ترسانات السلاح وهذا يعود لاقتدار المقاوميين وايمانهم الراسخ بدينهم وعقيدتهم الجهادية وقضيتهم الاساسية فلسطين ونحن على موعد قريب للنصر النهائي على الكيان الغاصب وازالته من خارطة المنطقة.