kayhan.ir

رمز الخبر: 103849
تأريخ النشر : 2019November10 - 21:21

اليمنيون .. لا للخيار الخاطئ

مهدي منصوري

الاحتفالية التي اقامها اليمنيون بالامس في صنعاء والتي كانت فريدة من نوعها بالحضور الجماهيري المليوني الذي غطى الساحات والشوارع بحيث القت الرعب والخوف في قلوب الاعداء الجبناء، وبنفس الوقت اعطت رسالة قوية لاميركا ولحكام بني سعود من ان اليمنيين لايمكن ان تركعهم او تؤثر في وحدتهم الخيارات الخاطئة القائمة على الحرب والعدوان والحصار الجائر والتي صقلتهم وبصورة جعلت منهم كتلة واحدة في الحفاظ على سيادتهم ووحدة اراضيهم.

واشار الى هذا الامر زعيم جماعة انصار الله القائد عبدالملك الحوثي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الى "ان من يسعى بالحروب والحصار الى التحكم بنا وباخضاعنا فهو يسعى للمستحيل وعاقبة امره الخسران، ونحن نمد ايدي الاخاء والسلام لكل امتنا، ومن يعادينا يتحمل هو المسؤولية لخياره الخاطئ وقراره الظالم".

وقد عدت اوساط اعلامية وسياسية يمنية حديث الحوثي هذا بانه فصل الخطاب ويمكن ان يكون خارطة طريق في الوصول الى الحل السلمي للازمة اليمنية. وبهذا الخطاب الصريح والواضح القى الكرة في ملعب اميركا والسعودية لانه رفض فرض الارادات من خلال الحروب والحصار وهي الاساليب الهمجية التي لم تستطع ان توصلهم الى اهدافهم، بل كانت وبالا عليهم بحيث اصبحوا يعيشون في حالة مربكة جدا لانهم ان اوقفوا العدوان يعكس الانتصار الكبير للارادة اليمنية الصلبة التي لم تقهرها اتباع الاسلوب الخاطئة في التعامل معها، وان استمر العدوان فان الحضور المليوني الكبير بالامس أطلق صرخة الاباء والوفاء وهو انهم لا تثنيهم كل هذه الاساليب الجبانة والتي لم يلجأ اليها سوى الضعفاء، وكذلك يوضح ان ابناء اليمن الغيارى على وطنهم لن ولم يتراجعوا عن مسيرتهم التحررية حتى يتحقق لهم الاستقلال التام والخروج من عباءة التبعية لاميركا والسعودية وغيرها، وكما اوضحت ايضا ان استمرار العدوان رغم ما فيه من الالام والمعاناة يدفعهم الى تطوير القدرات العسكرية لتوجيه اقصى الضربات للعدو وهو حق مشروع كفلته لهم المواثيق والمعاهدات الدولية.

والمهم في خطاب السيد الحوثي هو الرسالة القوية التي وجهها الى الكيان الصهيوني الغاصب بالقول "ان موقفنا في العداء لاسرائيل ككيان غاصب هو موقف مبدئي انساني واخلاقي والتزام ديني بالاضافة الى كل الرسائل رسالة تحذير شديدة اللهجة بالقول: "ان الشعب اليمني لن يتردد في اعلان الجهاد ضد العدو الصهيوني وتوجيه اقسى الضربات ضد الاهداف الحساسة في كيانه اذا تورط في اي حماقة ضده"، ولم تأت هذه الرسالة التحذيرية القوية للكيان الغاصب من فراغ لان التنسيق بين الرياض وتل ابيب والتي اثبتته التقارير المؤكدة من ان الغارات الجوية التي تستهدف اليمنيين الابرياء والبنى التحتية تقوم به بعض الاحيان الطائرات الصهيونية.

واخيرا والذي لابد من التأكيد عليه في هذا المجال ان كلا من الرياض و تل ابيب اللتان تعيشان ظروفا سياسية واقتصادية حادة بسبب ما كلفهم هذا العدوان من اثمان باهظة سواء كانت المادية والبشرية منها، لابد ان يدفعهم الى العودة للغة العقل واعادة حساباتهم وذلك بالكف عن الاساليب الهمجية الرعناء والعودة الى طاولة الحوار، لان اليمنيين وفي عز انتصارهم اليوم يرغبون في مد ايدي السلام والاخاء كما عبر بذلك السيد الحوثي وان لا يفوتوا هذه الفرصة عليهم وقبل فوات الاوان وعندها لم يبق عذر لمعتذر.