kayhan.ir

رمز الخبر: 102992
تأريخ النشر : 2019October21 - 20:39

فضيحة من العيار الثقيل

ما كشف عنه مؤخرا "برت ماك غورك" الممثل السابق للرئيس ترامب في ما يسمى بالتحالف الدولي لمناهضة داعش لمجلة "نيويوركر" الاميركية يعتبر تفجيرا من العيار الثقيل وهو امر بالغ الخطورة حيث يعتبر رقما دامغا يدين اصحابه لانه دليل ملموس وعملي على تورط الولايات المتحدة الاميركية المباشر ليس في صناعة داعش فقط بل في دعمها لوجستيا ونقلها بالتنسيق مع تركيا الى سوريا وهذه الحقيقة يعرفها الجميع لكن الجديد الذي كشفه "ماك غورك" هي القنبلة حيث يعترف بان اميركا كانت وراء نقل 40 الف داعشي من 110 دولة في العالم الى المطارات التركية ومن ثم نقلهم الى الحدود السورية.

وربما يطرح هذا التساؤل ما الذي دفع بـ "ماك غورك" ان يكشف عن هذه المعلومة الخطيرة التي تدين بلاده والغرب وتفضحهم بشكل مدو لتدخلاتهم السافرة في شؤون الدول الاخرى وهو تساؤل مشروع. لكن الذي فجر الموقف هو امتعاض وغضب "ماك غورك" الشديدين من التصريحات الاخيرة التي ادلى بها الرئيس اردوغان الاسبوع الماضي في تجمع لحزبه حيث حمل الغرب مسؤولية صناعة داعش حين قال : "ان ظهور تنظيم داعش هو مؤامرة من الدول الغربية التي انشأتها لمقاصدها".

وعلى اية حال اعتراف غورك هو ليس الاول من نوعه فقد سبق لهيلاري كلينتون ان اعترفت في مذكراتها ان "داعش" صناعة اميركية وهكذا اعترف نائب الرئيس الاميركي السابق "جو بايدن" بالحقيقة نفسها والاكثر من ذلك ما ساقه الرئيس ترامب طوال حملاته الانتخابية عام 2016 بان داعش صناعة اميركية.

والامر لن يتوقف عند هذه التصريحات فقط بل هناك مؤشرات وحقائق توثق دعم اميركا والكيان الصهيوني والغرب بشكل عام لداعش في سوريا والعراق: فقبل التدخل الروسي في سوريا كانت اميركا تدعي باستمرار انها تحارب داعش لكننا لم نلمس اي شيء على الارض غير ان ما فعلته روسيا خلال اشهر في مهاجمتها لداعش في سوريا لا يقارن بشيء مما فعلته اميركا طيلة سنوات من ايجاد تحالفها وتواجدها في المنطقة.

فالسؤال الذي يطرح نفسه هل ان اميركا كانت عاجزة لهذه الدرجة من ان تنال من داعش او تضعفها؟! وهل ان كفاءتها وامكاناتها لا تساعد على ذلك؟! ام ان الامر كان مبيتاً في مكان آخر لكن ما رواه العسكريون والطيارون الاميركيون يكشف ما كان وراء الكواليس وهو وثيقة دامغة لا تقبل الشك حين اعترفوا وبالحرف الواحد "ان 75% من طلعاتهم الجوية كانت من المفترض ان تقصف اهدافا لداعش لكن في اللحظات الاخيرة كانت الاوامر تصلهم بالعودة وعدم القصف بذريعة ان هذه الاهداف غير واضحة".

والاغرب من كل هذا وذاك والذي يفضح ليس تركيا والغرب واميركا وبعض الدول الاقليمية المشاركة في هذا التحالف المشبوه في صناعة "داعش" ان الاحرف الاولى من "تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" بالانجليزية "اي اس أي اس" هي نفس الاحرف الاولى لـ "جهاز الموساد". أما الحقائق الساطعه الاخرى التي نتطرق اليها ويعرفها الجمهور العربي والاسلامي وقد شاهدها بأم عينيه هي كيف فتح الكيان الصهيوني حدوده لجرحى "الثوار السوريين" وكيف عالجهم في مستشفياته، ناهيك عن دعمه اللوجستي وما لعبته المجموعة الاسرائيلية "سايت" التي كانت هي اول من تنشر صور وفيديوهات واخبار داعش على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها قطع الرؤوس. فكيف بعد كل هذه الحقائق هناك من ينعق في منطقتنا والغرب وخاصة في اميركا بأن ما حصل في سوريا هي "ثورة".