kayhan.ir

رمز الخبر: 102870
تأريخ النشر : 2019October19 - 22:32

ماراثون " الحسين يجمعنا" التأريخي


شهد العالم بالامس تلك الملحمة الكبرى التي قل نظيرها في التاريخ البشري والذي وصفته الموسوعة العالمية "ويكيبيديا" بانه: "اكبر تجمع بشري في التأريخ"، الا وهو ماراثون احياء ذكرى اربعينية الامام حسين(ع) والذي حمل شعاراً يحمل المعاني المقدسة الكبرى وهو :"حب الحسين يجمعنا"، وفعلا فان الحب الحسيني الذي دفع بهذه الملايين ومن مختلف بقاع العالم تتوافد وبروح من الشوق والحنين وتدخل في هذه الصفوف المكتظة والتي امتدت من اقصى مدينة ليس في العراق بل في العالم والتحمت تحمل في طياتها روح المحبة والاخوة والحنان والذي تساوى فيها الفقير والغني والاسود والابيض والعربي و الاعجمي والذي يمكن القول كان مصداقاً لقول الباري تعالى: "خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" والمهم ان محور هذا التعارف لم يكن المال و الجاه والمنصب بل انه حب الحسين ع الذي الهب المشاعر وانار القلوب.

ماراثون الاربعين هذا زرع في نفوس اعداء اهل البيت الذين حاولوا ومنذ شهادة الامام الحسين ع وليومنا هذا ليطفئوا هذه الشعلة الوقادة والمتأججة ولكن الله سبحانه وتعالى أبى الا ان يتم نوره ولو كره المشركون، و قد صدقت مسؤولة الاعلام الحسيني السيدة زينب ع عندما تحدت الطاغية يزيد بقولها الذي ملأ الآفاق ولازال مدويا بالقول:" والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا"، وفعلا وبالقاء نظرة سريعة على المحاولات البائسة التي بذلها اعداء اهل البيت و خلال الاف السنين من اجل ان لا يبقى الحسين حياً في القلوب الا انهم باؤوا بالفشل الذريع ولازالت تلك الاحقاد الجاهلية التي ملأت النفوس تسعى لان تخبوا مسيرة الاربعين من خلال بعض الادعاءات الزائفة والبائسة، الا انها بقيت شوكة في اعين الاعداء بحيث اقضت مضاجعهم وسلبت النوم من أعينهم خاصة الصهاينة المجرمين الذين يرون في التلاحم البشري العفوي الرائع ومن دون تخطيط مسبق ولم تشرف عليه لا حكومة ولا مؤسسة ولا نقابة بل ان العناية الالهية هي التي ترعاه وتسدده بحيث اننا لم نسمع او نشهد خلافا بسيطا بين شخصين من المشاركين في هذه المظاهرة والذي قد يخرج عن نطاق التصور.

هذه التظاهرة الانسانية المليونية التي عبر عنها الحقد الصهيوني الدفين الذي يمثله المجرم نتانياهو في رسالة الى الرئيس الاميركي السابق "اوباما" طالباً منه "ان يخلصهم من الثعبان الاسود" الا ان نتانياهو ومن يقف الى صفه و من يحمل افكاره اصبح اليوم ليس امام ثعبان اسود بل تنين ضخم كبير لا يمكن تصويره بل تصوره والذي سينمو ويكبر رغم انوفهم و ان مسيرة الاربعين بما تحمل من معان جمة الا انها تؤكد ان هذه الملايين التي جاءت من اقصى بقاع الدنيا واجتمعوا في ساحة صغيرة يدفعهم حب الامام الحسين لا يمكن في يوم من الايام ان تخمد او يمكن ايقافها مهما كانت محاولات الاعداء بمختلف توجهاتهم وافكارهم لانها تمثل التحام وائتلاف القلوب والارواح قبل الاجساد و صدق الشاعر حينما قال :

هذا الحسين وبالحسين عزنا

هذا الحسين وبالحسين نفخر