kayhan.ir

رمز الخبر: 102730
تأريخ النشر : 2019October15 - 21:46

اردوغان والمستنقع السوري


غداة الاتفاق الذي وقعته دمشق مع قوات قسد بفتح المناطق الشمالية والشرقية امام الجيش السوري لدخوله اليها من ثلاثة محاور هي ارياف الحسكة والرقة وحلب وصولا الى الحدود التركية، هي خطوة عملياتيه جريئة لقطع الطريق على التوغل التركي في الاراضي السورية وسحب ذريعة خطر تواجد الارهابيين في هذه المناطق لان الاتفاق بين دمشق وقسد انتهى الى رفع الأعلام السورية في كل المناطق التي سيدخلها الجيش السوري وحتى الحدود مع تركيا والامر الآخر الذي تم التاكيد عليه هو سيادة سوريا ووحدة اراضيها.

ومن اولى نتائج هذه التحركات الناجحة هو سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة منبج وأريافها بالكامل في وقت كانت القوات الاميركية تغادر هذه المناطق.

والتحرك الثاني الذي بدأ به الجيش السوري هو صوب عين العرب في ريف حلب الشمالي على أن يدخلها في الساعات القادمة مع تلميح للرئيس اردوغان بأنه يستبعد فيه أي صدام مع الجيش السوري في هذه المنطقة وهذا مؤشر واضح على ان الرئيس اردوغان بدأ يخفض لهجته حيال الموقف مع سوريا. فالتحرك السوري لم يقتصر على تلك المنطقتين حيث سيطر امس الاول على تل العرب وكذلك الطبقة ومطارها العسكري.

ومع كل ما يجري في الشمال الشرقي السوري من تطورات عسكرية سريعة الا ان الرئيس اردوغان الذي وقف العالم ضد تحركه وغزوه لسوريا، لازال يصر على صم اذنيه وهو ماض في ايجاد منطقة آمنة تمتد على حدود بلاده وداخل الاراضي السورية لـ 444 كم وبعمق 32 كم بذريعة ايجاد هذه المنطقة لاسكان اللاجئين السوريين على انهم يشكلون عمقا له.

والسؤال الذي يطرح نفسه في حال استطاع الرئيس اردوغان تنفيذ احتلاله من خلال القوة العسكرية لهذا الشريط الكبير والعريض في الاراضي السورية ماذا سيحدث من كوارث ومجازر وتشريد ودمار للمزارع والمناطق السكنية، في وقت يقول أن عملية "نبع السلام" لا تستهدف الاكراد ولا تغير التركيبة السكانية بل انها تهدف لمحاربة الارهاب وأحلال الحل السياسي فيها وكأنه يوزع الورود في الحرب.

هذا التناقض الصارخ والملتبس للرئيس اردوغان في تصوره لايجاد "المنطقة الامنة" بعيدا عن تبعاتها وتداعياتها الكارثية هو حلم نرجسي وكأن هناك معاهدة سلام يريد توقيعها مع الطرف السوري وما عليه الا ان يطبق هذا الاتفاق من خلال طاولة المفاوضات، لكن منطق اردوغان "للمنطقة الامنة" هو ايجادها بالقوة وفرض الواقع على سوريا من خلال احتلال بعض اجزائها وهذا ما هو مرفوض جملة وتفصيلا شرعا وقانونا ولايمكن لأية قوة مهما تجبرت في هذا الكون أن تتعامل في العصر الحاضر بقانون الغاب وعلى أنقرة أن تتعظ من الاحتلال الاميركي لافغانستان والعراق وقبلها الاتحاد السوفيتي لافغانستان أيضا وكذلك الاحتلال الصهيوني لبيروت وما هو لامسه طيلة السنوات الثماني الماضية في سوريا وكان له حصة الأسد سواء في ادخال المعدات أو الدواعش الى سوريا يوم كانت 120 دولة تدعم هذا الاتجاه ولم تستطيع تركيا أن تحصل على مطامعها، اما ماذا تريد أن تفعل اليوم لوحدها مع انها لا تمتلك أي غطاء شرعي أو قانوني لغزوها لاراضي دولة مستقلة وهذا ما ترفضه جميع دول العالم التي تقف بوجه مخططها الذي يهدد السلام والامن العالميين لذلك يجب على الرئيس اردوغان وقبل فوات الاوان ان يراجع حساباته قبل ان يغرق في المستنقع السوري ويواجه الجيش والشعب السوري وفصائله المقاومة وهي ترفع السلاح لطرد المحتل وعندها سيجر اذياله مهزوماً مدحورا والمستقبل سيخبرنا عن ذلك سواء طال الزمن أو قصر.