kayhan.ir

رمز الخبر: 102510
تأريخ النشر : 2019October12 - 20:47

اهانات ترامب للرياض لن تنتهي


مهدي منصوري

بين فترة واخرى يوجه الرئيس الاميركي ترامب المختل عقليا الاهانات المتعمدة للرياض وذلك باصدار الاوامر لهم للقبول بما يخططه ضدها، واعتقد ان المتابع للاوامر التي اصدرها ترامب للملك سلمان بدفع المبالغ المطلوبة والا فانه سيرفع خيمة الحماية عنهم، والصورة الاخرى التي يظهر فيها وهو يعرض بضاعته على محمد بن سلمان من المعدات العسكرية وسعر الواحدة منها مطالبا منه ان يشتري مدعيا ان المملكة تملك رصيدا كبيرا من الاموال والتي قوبلت من قبل بن سلمان بالرضى من خلال ضحكته الباهتة.

وبالامس وعلى هذا المنوال اعلن ترامب ان السعودية وافقت على ان تدفع للولايات المتحدة مقابل كل ما نفعله اي وبعبارة اوضح ان حكام السعودية مسلوبو الارادة بحيث لا يجرأون على قول كلمة (لا) لما يطلبه منهم، اي انهم لم يكونوا سوى عبيدا اذلاء يرضخون لما يطلبه سيدهم منهم ومن دون اي نقاش، وهل هناك ذلة او مهانة اكبر من هذه المهانة؟، ولم يقف ترامب عند هذا الحد بل يتمادى ويفرض عليهم ارسال قوات اميركية يصل تعدادها الى ثلاثة الاف جندي كما اعلن الكونغرس الاميركي من دون استشارتهم في هذا الامر.

ومن اجل خديعة السعوديين فانه ارسل رسائل المديح بقوله "انهم حلفاء جيدون وان الرياض لاعب جيد في منطقة الشرق الاوسط وعلاقتنا جيدة جدا كل هذا لانهم يشترون منتجاتنا بمئات مليارات الدولارات وليس المعدات العسكرية فحسب". فكيف لا يرسل رسائل المديح للسعودية وهي التي ساهمت في ايجاد ملايين من فرص العمل في اميركا من خلال شرائها معدات عسكرية بقيمة 110 مليارات دولار كما عبر عن ذلك ترامب.

الا انه وفي الطرف المقابل فان وزير الدفاع الاميركي قد افصح من ان ارسال قوات اميركية اضافية يمثل رادعا اضافيا ويضمن قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من التهديدات، اذن فان ارسال قوات الى السعودية رغما عنها ليس للدفاع عنها، بل هو في الواقع ضمان لحماية مصالح اميركا وقواتها.

وفي هذا المجال تساءلت اوساط اعلامية وسياسية سعودية وغيرها ان حكام بني سعود والى متى يبقون بقرة حلوب لاميركا وهي التي لم تحميهم من الهجمات التي تطالبهم والتي كان اخرها استهداف شركة ارامكو التي قصمت ظهورهم؟. وما الفائدة التي ترجوها الرياض من تجميع القوات الاميركية على اراضيها ودفع الاموال الطائلة لها من دون ان تتحرك الا بامر من قياداتها بحيث قد لا تحمي هذا البلد فيما اذا تعرض الى حالة غير طبيعية؟، الا يعكس هذا الامر حالة الانبطاح والذل الذي يعشعش في اذهان هؤلاء الحكام.

واخيرا فان المؤشرات تؤكد ان الاوضاع في السعودية وكما اشارت الكثير من التقارير الاستخبارية والاعلامية لم تكن على الوجه المطلوب، وان الصراع داخل الاسرة الحاكمة على اشده وانه كعود الثقاب الذي ينتظر من يشعله لكي تتضح حقيقة الموقف هناك، وبطبيعة الحال فان وجود الملك سلمان اليوم حيا هو الذي اخفى النار تحت الرماد كما يقولون.