kayhan.ir

رمز الخبر: 102385
تأريخ النشر : 2019October09 - 20:55

طهران واستتباب أمن المنطقة

مهدي منصوري

على مدى اربعة عقود ونيف أي منذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة عام 79 وليومنا هذا لم تألوا الجمهورية الاسلامية جهدا وفي مختلف المحافل الدولية بالعمل على ان تعيش المنطقة حالة من الاستقرار لانه يصب في صالح الجميع، وثبت ان التدخلات والاملاءات الاميركية الصهيونية والاقليمية كانت السبب الاساس في زعزعة امن المنطقة ووضعها على فوهة بركان من خلال اختلاق الازمات المتكررة والتي تعددت اساليبها وما شهدناه ونشهده هذا اليوم لدليل قاطع الى ما ذهبنا اليه.

والواضح والذي يبرز على السطح ان جميع دول المنطقة ترغب في عدم تحميلها رغبات وخطط اعدائها الطامعين في ثرواتها وان تكون اداة طيعة او حطبا لهذه النزاعات، ولكن والملاحظ ان الاعداء الحاقدين ومن خلال اختلاق عدو وهمي وهي ايران استطاعوا ان يخدعوا بعض الحكام الذين ساروا في ركبهم ومارسوا دورا عدائيا ضد العدو الوهمي الذي لا وجود له على الواقع، واليوم وبعد تطور الاوضاع وبصورة متسارعة انكشف للجميع من يريد الثبات والاستقرار للمنطقة ومن يريد العكس من ذلك، وقد كانت اميركا و"اسرائيل" وبعض الدول المتحالفة معهما في المنطقة هما السبب الاساس في زعزعة الاوضاع في بلدان المنطقة وبرزت بوضوح من خلال تظاهرات ما اطلق عليه بالربيع العربي واثمرت بتحشيد الالاف من القتلة والمرتزقة ووضعهم في قالب المنظمات الارهابية الحاقدة لاراقة الدماء وتدمير البنى التحتية في البلدان التي زرعت فيها الى اعلان العدوان على اليمن من قبل نظام بني سعود وغيرها من الاحداث التي تريد من هذه المنطقة ان تكون مصدرا للنزاعات.

ولكن وبما ان مثل هذه القضايا هي خارجة عن ارادة شعوب المنطقة وفرضت عليها فرضا لم يكتب لها النجاح في تحقيق اهدافها المرسومة بفضل وعي الشعوب التي واجهت الارهاب الاعمى وبصورة وضعته في الزاوية الحرجة بحيث تخلت عنه اميركا بالامس رغم ماكلفها من الاموال الطائلة من اجل تشكيله لانه فشل في تحقيق اهدافها الاجرامية، وقد بدأت اخيرا حالة من التحول في مواقف بعض الدول في المنطقة التي ساهمت مساهمة فاعلة في خلق الازمات وبعدما وصلت الى طريق مسدود من جانب وفشلت فشلا ذريعا في توظيف كل اساليبها الاجرامية من اجل الهيمنة على مقدرات شعوب المنطقة، ولابد ان نشير في هذا المجال الى ان السعودية كانت اليد الضاربة بيد اميركا والصهاينة في هذا المجال والتي تعيش اليوم حالة من الوحدة القاتلة لتخلي الجميع عنها بعد ان اغدقت الاموال الطائلة التي اوصلتها الى الافلاس المالي والسياسي، وبالعكس من ذلك نجد ان العدو الوهمي وهي ايران تعيش حالة من الثبات والاستقرار رغم كل الضغوط الاميركية الصهيونية ضدها ووقفت صامدة وشامخة رافعة الرأس مما جعلها تحظى بموقعية في العالم بحيث لايمكن تجاوزها اوتغاضيها في اي مسعى اقليمي او دولي.

واخيرا وبعد ان تلقت السعودية الضربة القاصمة من ابطال انصار الله باستهداف اهم مصدر استراتيجي وهي ارامكو فانهم وكما يقول الخبراء والاعلاميون قد افاقتها من غفلتها بحيث اعادت اليها صوابها ووجدت ان استمرار عدوانها على اليمن سيكلفها الكثير واكثر مما تكلفت به، مما دفعها بارسال الرسائل الى الحوثيين معلنة استعدادها لايقاف عدوانها والذهاب الى طاولة المفاوضات، وكذلك انعكس موقفها تجاه طهران من خلال دعوة ابن سلمان العراق وباكستان للتوسط بينهما والتي لاقت ترحيبا مشروطا والذي جاء على لسان وزير الخارجية ظريف بالقول "ان وزارة الخارجية مستعدة للدوام للتعاون مع دول الجوار بهدف حماية امن المنطقة ومشيرة الى مبادرة الرئيس روحاني في الامم المتحدة التي اطلق عليها ائتلاف الامل "وهرمز السلام".

واخيرا فان طهران اليوم تعتبر الدولة الوحيدة في المنطقة القادرة على استتباب امنها واستقرارها من خلال اتخاذ "نهج التفاوض وليس قتل الناس" كما عبر عن ذلك وزير الخارجية مؤخرا.