kayhan.ir

رمز الخبر: 100969
تأريخ النشر : 2019September15 - 21:05

اردوغان بين الواقع والاحلام

ما يميز انعقاد القمة الثلاثية الروسية ـ التركية ـ الايرانية هذه المرة التي تبدأ اعمالها اليوم الاثنين في انقرة عن سابقاتها لحلحلة الازمة السورية خاصة ملف ادلب، هو أن محافظة أدلب التي هي بيت القصيد في هذه المحادثات باتت اليوم غير آمنة نتيجة لتناحر الفصائل الارهابية اخوة الامس واعداء اليوم بهدف السطو على السلطة والغنائم والاستحواذ على مواقع القرار عسى ان يحتجزوا لهم وبدعم تركي موقعا في المعارضة، والامر لم يتوقف عند هذا الحد فقد بدأت التظاهرات والاعتراضات تبرز الى العلن وقد شهدت العديد من مدن المحافظة تظاهرات ضد جبهة النصرة ناهيك عن مغادرة الاهالي المدينة احتجاجا على ممارسات النصرة الا ان المجموعات المسلحة اخذت تطلق النار على الاهالي لمنعهم من الخروج.

واذا ما أخذنا هذا الموضوع المأزوم في المدينة بنظر الاعتبار والمماطلة التركية المستمرة منذ عام للحيلولة دون حل ملف ادلب بحجج منها وقوع كوارث انسانية، كل ذلك سيعقد من موقف تركيا ويجعلها في موقف محرج للغاية خاصة وأن ما كشفه القيادي في جبهة النصرة سابقا "ابو عبد اشداء" والذي التحق بعدها بداعش كان فضيحة مدوية لكل الاطراف من قوى اقليمية ودولية ومنها تركيا من قادة الفصائل التي كانت تحارب في سوريا هي وراء مصالحها الشخصية وتدور في فلك هذه القوى ومصالحها، فلا ثورة ولا جهاد ولا حرية ولا ديمقراطية تدافع عنها في سوريا.

وما ستركز عليه القمة الثلاثية اليوم الاثنين في انقرة للزعماء بوتين وروحاني واردوغان للتشاور بشأن الخطوات المشتركة اللازم اتخاذها في الفترة المقبلة بهدف الوصول الى حل سياسي دائم في سوريا وكذلك تأمين شروط عودة اللاجئين الى وطنهم لكن تركيا الواقعة بين كماشتي شرق الفرات ومماطلة الاميركان معها في حسم الموقف وتنفيذ الاتفاقية بما يتعلق بالعمل العسكري في هذه المنقطة وبين تملصها من تنفيذ اردوغان لالتزاماته في ادلب والتي كان من المقرر أن يحسم موضوعه في 10 اكتوبر من العام الماضي، بات اليوم في وضع لايحسد عليه وقد اصطدم بباب موصودة واصبح الامر عليه مستحيلا لانه يواجه الخطوط الحمر لسورية وهذا ما اقرته تركيا في اجتماع "سوتشي" الماضي بانها تحترم وتقر بوحدة التراب السوري وسيادته واستقلاله .


ووفقا للمعطيات والمؤشرات فان موقف الرئيسين الروسي والايراني في قمة انقرة ستكون اكثر جدية ومسؤولية وحسما لمطالبة الرئيس اردوغان بوضع حد لما يجري في ادلب للقضاء على الارهاب وعودة هذه المحافظة الى حضن الوطن السوري لينعم اهلها بالامن والاستقرار لانه لم يبق امام سوريا خيار سوى زحف الجيش السوري لاستعادة اراضيه بالقوة وبديهي ان هذا التحرك حق طبيعي ومشروع وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية وان زمن المناورات وتكرار مثل هذه القمم التي تكون من اجل القمم قد ولى زمنها وعلى تركيا أن تعترف بالواقع كما هو ويستحيل عليها ان تحصل مكاسب على حساب الآخرين ومن خلال حدوث المعجزات أو مع مرور الزمن الذي هو ليس لصالحها.