kayhan.ir

رمز الخبر: 100664
تأريخ النشر : 2019September10 - 20:52

هل بدأ نصر الله بتطبيق توازن الرعب الجديد: حزب الله يُجبِر كيان الاحتلال الإعلان عن سقوط/إسقاط مُسيرّته فوق لبنان وتل أبيب “تستقي” معلوماتها من “المركز السوريّ لحقوق الإنسان”!!


زهير أندراوس

الجبهة الشماليّة دخلت مرّةً أخرى للتصعيد، والجبهة الجنوبيّة باتت أكثر من جاهزةٍ لقيام كيان الاحتلال بشنّ حربٍ على قطاع غزّة بعد الانتخابات العامّة في السابع عشر من الشهر الجاري، في ظلّ هذا الوضع، ما زالت مفاعيل العملية النوعيّة التي نفذّها مُجاهدو حزب الله على الحدود مع كيان الاحتلال، تُلقي بظلالها على الأجندة السياسيّة، الأمنيّة والإعلاميّة في إسرائيل، حيث أكّد ليلة أمس الأحد وصباح يوم الاثنين الخبراء والمُحلِّلون للشؤون العسكريّة والأمنيّة في قنوات التلفزيون الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادرهم واسعة الاطلاع أنّ جولة العنف بين الكيان وبين حزب الله لم تنتهِ حتى اللحظة، لافتين في الوقت عينه إلى أنّه ليس من المُستبعد بتاتًا أنْ يلجأ الأمين العّام للحزب، سيّد المُقاومة، السيد حسن نصر الله، أنْ يلجأ إلى إرساء معادلة الدّم بالدّمّ، أيْ مُقابل كلّ شهيدٍ من حزب الله يجب أنْ يقوم حزب الله بقتل جنديٍّ إسرائيليٍّ، وبالتالي، رأى المُحلِّل أور هيلر، من القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ أنّ المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب ما زالت مُستعدّةً للتصعيد في كلّ لحظةٍ بالشمال، وأنّ نشر الناطِق العسكريّ صورًا لما قال الكيان إنّه مصنعًا مُشتركًا للصواريخ الدقيقة، أيْ لحزب الله ولإيران، كان هدفه توجيه رسالة تحذير لحزب الله إلّا يُواصِل التصعيد على الجبهة الشماليّة، كما قالت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.

▪وفي ساعةٍ متأخرةٍ من ليلة الأحد، كما أفادت صباح يوم الاثنين صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في كيان الاحتلال، أعلن الناطق العسكريّ الإسرائيليّ الجنرال رونين مانيليس، عن أنّ طائرة بدون طيّارٍ إسرائيليّة، والتي كانت فوق الأراضي اللبنانيّة سقطت، ولم يستخدِم مُفردة أُسقِطت من قبل حزب الله، وفي الوقت عينه اعترفت المصادر العسكريّة واسعة الاطلاع في تل أبيب اعترفت أنّ البيان الرسميّ الذي أصدره الناطِق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيليّ عن سقوط أوْ إسقاط المُسيرّة، جاء بعد إعلان حزب الله عن إسقاط الطائرة الإسرائيليّة، ولفت الناطِق العسكريّ في بيانه أيضًا، كما شدّدّت وسائل الإعلام العبريّة، على أنّه لا خطر من أنْ تكون الطائرة التي سقطت تحمِل معلوماتٍ سريّةٍ يُمكِن لحزب الله اللبنانيّ أنْ يستفيد منها، على حدّ تعبير الناطِق العسكريّ بلسان جيش الاحتلال.

والاعتراف الإسرائيليّ بسقوط الطائرة، جاء كما أقّر بذلك الناطِق العسكريّ الإسرائيليّ، جاء بعد إعلان حزب الله عن إسقاط المُسيرّة، الأمر الذي يؤكّد على أمرين: الأوّل، أنّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ حاول إخفاء سقوط مسيرته فوق الأجواء اللبنانيّة، ولم يتوقّع على ما يبدو أنْ يُبادِر حزب الله إلى الكشف عن ذلك، أمّا الأمر الثاني، فهو أنّ حزب الله تمكّن من جرّ إسرائيل وراءه في الحرب النفسيّة-الإعلاميّة، وهذا الأمر بحدّ ذاته يُعتبر انتصارًا في الحرب النفسيّة الشرِسة الدائرة بين حزب الله وإسرائيل.

▪ولوحِظ أنّ كيان الاحتلال لم يُعلِن مسؤوليته عمّا زعم أنّه هجوم على ما أسماها ميليشياتٍ شيعيّةٍ في سوريّة وسقوط 18 شهيدًا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخِّذ من العاصمة البريطانيّة، لندن، مقرًّا له، وتبينّ مرّة أخرى أنّ الكيان يلجأ إلى مصادر أجنبيّةٍ، لا مصداقيةً لها في الإعلام العربيّ والغربيّ وحتى الإسرائيليّ لتُعلِن بشكلٍ غيرُ مباشرٍ مسؤوليتها عن العدوان، الذي لم تُعلِن عنه السلطات السوريّة الرسميّة بتاتًا، الأمر الذي يُثير الشكوك بأنّ وراء الأكمة ما وراءها.

على صلةٍ بما سلف، وتحت عنوان "نُصدِّق نصر الله”، رأى كبير المُحلِّلين السياسيين في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، ناحوم بارنيع، رأى في مقالٍ تحليليٍّ نشره بالصحيفة أنّ زعيم حزب الله، حسن نصر الله، يقِف في مركز الأحداث هذا الأسبوع، ففضلا ًعن الخطابات الكبرى التي يُلقيها، يرى الجيش الإسرائيليّ فيه رجلاً متوازناً ومسؤولاً، عدوًا صادقًا ومصداقًا، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه في صياغةٍ لأحد الشعارات الانتخابيّة، نُصدِّق نصر الله.

ومرّةً تلو الأخرى، يؤكّد نصر الله، أنّه الزعيم العربيّ الوحيد، بعد الرئيس المصريّ الراحِل، جمال عبد الناصر، الذي يُرعِب الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، والفرق الوحيد بين الفترتين، أنّ عبد الناصر بقوّته وبقوّة بلاد الكنانة فرَضَ سياساته على العرب، فيما يقوم اليوم وزراء خارجيّة عرب، وبشكلٍ خاصٍّ من دول الخليج الفارسي، بالدفاع عن حقّ إسرائيل بـ”الدفاع” عن نفسها من صواريخ التنظيم "الإرهابيّ” حزب الله، علمًا أنّ مجلس التعاون الخليجيّ وجامعة الدول العربيّة يعتبِران حزب الله تنظيمًا إرهابيًا، تمامًا مثل رأس الأفعى، الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وذنبها، كيان الاحتلال الإسرائيليّ.